تظل المدينة شامخة عالية، ما دامت تحيط بها الأسوار من كل جانب، ولكن إذا تهاوت الأسوار، سقطت المدينة، وأصبحت مطمع لكل عابر، أختاه أنت مديتنا الشامخة التى تعانق السحاب، وحجابك هو السور الذي يمنع عنك كل متربص، فعليكِ بالثبات على الحجاب الشرعي.
حين يصبح السفور هو السمة السائدة في المجتمع الإسلامي، ويكون التساهل في شأن الحجاب الشرعي هو الغالب على أفراد المجتمع، يكون الثبات على الحجاب الشرعي هو غاية كل عفيفة صالحة، ترجو الله وتخشى اليوم الآخر.
كيف تستطيعين الثبات على الحجاب الشرعي
أعلمي أختي الكريمة أنكِ لن تثبتي على الحق ما دمتِ لا تعرفيه، ففاقد الشيء لا يعطيه، والجاهل بالحق يعاديه.
إن الحجاب الشرعي كان ولم يزل امتثالُا لأمر الله عز وجل، وحفظًا لعفة وكرامة الفتاة المسلمة، وليس وسيلة لإظهار المفاتن وجذب الأنظار، كما هو الحال مع الحجاب المنتشر بين الفتيات الآن والذي يطلق عليه “حجاب الموضة.”
فطالما أختي الحبيبة أنك ارتضيتِ أن تكوني من المحجبات ولله الحمد والمنة، واخترتِ طريق أمهات المومنين، فعليك الالتزام بالحجاب الشرعي، الذي أمر به الله جلَّ وعلا، وليس حجاب الموضة الذي نراه هذه الأيام.
عليك بالثبات على الحجاب الشرعي كما أمر به الله: ساتر يستر بدنك واسع لا يصف جسدك سميك لا يشف ما تحته
ليس بزينة و لا لباس شهرة لا يشبه لباس الرجال ولا لباس الكافرات بلا طيب أو عطر.
يقول الله تبارك وتعالي{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36
فهلًا قلت ِ أختى الحبيبة سمعنا وأطعنا، إن المسلمة العفيفة تعرف كيف تترفع عن الملذات والصغائر والشهوات من أجل أن تنال رضا الله سبحانه، يقول الله تبارك وتعالي {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}
الله أكبر؛ أختى الحبيبة، أنها الجنة أسأل الله أن يجعلني وإياك من أهلها.
شاهدي افضل موديلات الحجاب الشرعي في الجزائر 2024
أثر الثبات على الحجاب الشرعي على مجتمعنا المسلم
على مدار السنين كان للمرأة دور كبير إما في إصلاح المجتمع أو إفساده، ولذلك حرص أعداء الأمة الإسلامية على إفساد المرأة المسلمة، يقول محمد طلعت حرب باشا في كتاب له بعنوان (المرأة والحجاب): "إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوربا من قديم الزمان لغاية في النفس يدركها كل من وقف على مقاصد أوروبا بالعالم الإسلامي ".
فقد حرصوا على تزييف الأمور علي المرأة المسلمة، فجعلوا حجابها تشدد وتخلف، وجعلوا التبرج والزينة هو التحضر، وجعلوا قرارها في بيتها رجعية و تسلط وتجبر، وجعلوا الخروج والاختلاط بالرجال هو التحرر والمدنية، فلقد قلبوا الأمور فجعلوا الحلال تخلف ورجعية وجعلوا الحرام هو التقدم والمدنية.
أيتها العفيفة : احذري! لا تؤتى أمتك ودينك من قبلك.
وأعلمي أخيتي أن الثبات على الحجاب الشرعي هو كنزك الغالي؛ فلا تفرطي فيه، معاول الهدم كثيرة ! تحاصرك من كل جانب؛ فانتبهي وتيقظي! فبضياعك تضيع الأمة !! وبصلاحك تحيى الأمة.
تعليقات
إرسال تعليق